الله يعلم أنك تتألم وقلبك يؤلمك

 

الله يعلم أنك تتألم وظروفك صعبة وقلبك يؤلمك فقط تمسك واستعن بهذا الذكر,الله يعلم انك تتالم كلام يبرد القلب,الله يعلم انك تتالم,الشيخ وسيم يوسف الله يعلم انك تتالم,الله يعلم مافي قلبك,وسيم يوسف الله يعلم مافي قلبك,دعاء مستجاب باذن الله,تأدب مع الله,الرسول صلى الله عليه وسلم,أنظر إلي كرم الله,اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد,رحمة الله على عباده,كرم الله,اللهم,القلب,كلام عن الله,اسمع لهذا الكلام الذي يبرد القلب
الله يعلم أنك تتألم وقلبك يؤلمك


الله الذي خلق هذا الكون كله، لا تظن أنه عاجز، أن يدبر حياتك، لا والله.  

خليل الله إبراهيم لما كان يلقى في النار وهو في طريقه إلى النار يأتي إليه جبريل فيقول ماذا تريد؟ جبريل أعظم الملائكة فيقول أما منك فلا ما أبغى منك شيء أنا أريد من الله، فما خذله الله عز وجل وأصبحت النار بردا وسلاما على إبراهيم. 

هاجر لم تحفر زمزم ما حفرتها لتنقذ ابنها، بل فجرها الله تحت قدمي ابنها بقدرته وأم موسى تراها ما أنقذت رضيعها الله الذي ألقى عليه محبة منه ليحميه، ويوسف ما نجى إلا لما أصابه الله برحمة منه، وأيوب ما شافته الأدوية، إنما ضربة برجله. فتفجر الدواء بين قدميه.  

 فيا من شككت بربك، وبعدله ارتاح، الله خلقك وسواك وعدلك في أي صورة ما شاء ركبك، وهو الذي ستعود إليه. لا يمكن أبدا أن يكون كل هذا الإبداع الذي تراه في الكون عبث. أبدا. لا يمكن لو كان عبث لما مات أحد، لكنها مرحلة ستمرها في رحلة روحك الخالدة.   

وهي مرحلة الدنيا، فأحسن العمل بها، لو أن الله يا أحبابي لا يريد لنا الخير، لما رزقنا الأنبياء، ولما أنزل الكتب، ولما أعطانا الروح التي تخشع وتبكي وتفرح، بل أجمل لحظاتها، يوم تبكي خاشعة بين يدي ربه. 

هذه لذة الروح التي أنت تشعر بها سواء كنت معاقا، أو كنت أحسن إنسان على وجه الأرض، لذة الروح هذه، لا تتغير الجسد يتبدل لكن الروح ما تتغير.  

فلذلك اصبروا ولا تحزنوا على الدنيا هذه الدنيا التي نعيشها حلالها حساب وحرامها ماذا؟ حرامها عقاب؟ الصابرون لهم الثواب. الصابرون لهم الثواب، تذكر أقبح شعور يا إخواني، هو شعور من يفقد كل شيء، لأنه لا يستطيع أن يحصل عليه، هذا ليس عند الله، ليس عند الله.   

 الله عز وجل، سيعوضك من ظلم، سوف يأتي يوما يأخذ حقه فيه، من ذاق الفقر، وصبر سينسى همومه بغمسة في الجنة من عاش مع المرض والبلاء، فله أجور الصابرين ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.  

من فقد حبيبا، فهناك يوم سوف يجمع الله فيه الأحبة في جنته، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾  

عندما تؤمن بذلك، سوف ترتاح، ولا بد أن تؤمن، لأن من أتقن صنعك وصنع هذا الكون، لا يمكن أبدا أن لا يتقن حياتك، خاصة بعد مماتك، كل النعيم الذي تراه في الدنيا، تراه نعيم جسد النعيم الحقيقي، هو نعيم الروح، لا يمكن أبدا أن تسعد روح بعيدة عن مالكها. 

لا يمكن أن تسعد روح تشك في خالقها، لا يمكن أن تسعد روح غاضبة على تدبير ربها، ستسعد الروح الراضية، ادخلي جنتي، الله يقول ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾  

هذه الروح التي تعلم أنها تتقلب بين عدل الله وفضل الله، فما نزل من بلاء فهو بعدل الله، وما نزل من خير فهو بفضل الله، فتجدها دائما راضية.  

الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ يقول من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه. أتعلم ما معنى أن يكون قلبك؟ غنيا؟ هذا الغنى من خزائن لا يملكها إلا الله. 

 السعادة يا إخواني ليست بضاعة نشتريها، لا، السعادة نعمة لا يملكها إلا الله، ولذلك كم من محروم مما يملكه البشر يعيش قمة السعادة وكم من إنسان يملك كل وأجمل ما يملكه البشر، ويعيش الكآبة السعادة من الله. 

ولذلك الله عز وجل ماذا يقول لك؟ اسمع كلام الله وهو يجبر خاطري وخاطرك، وخاطر كل إنسان مكلوم على وجه الأرض، ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا﴾  

لاحظ قال لك ﴿لِمَن نُّرِيدُ﴾ ، يعني ترى مو كل شيء إنسان يطلب الدنيا، سنعطيه، لا نعطيه إذا أردنا، لكن ماذا له؟ هذا الذي لا همه إلا أن يأمر الدنيا ويهدم الآخرة؟  

﴿ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا﴾  

 طيب الشخص الآخر اللي راضي وصابر ومحتسب ومتقبل لأوامر الله وعنده ثقة بأن الله الذي خلق هذا الكون كله لا يمكن أبدا أن يكون غير قادر على إدارة حياته، الراضي بربه، يقول ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾  

وهو إيش؟ قال ﴿وَهُوَ مُؤْمِن﴾. لا بد أن يكون عندك إيمان بأن الله عز وجل سوف يعوضك عن كل شيء نقصك ماذا يقول الله له؟ قال ﴿فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾  

هذا الملك لو لم يكن يحبنا لجعل حياتنا ما تنتهي، لنستمر في معاناتنا، في هذه الحياة، لكنه أعطاها قدر معين، وأعطانا ملائكة تكتب وترصد ردود أفعالنا، وأعطانا جسد مهما طال، لن يطول أكثر من 100 سنة.   

لكن أعطاك الروح، الروح التي لا تفنى، هل تعلم كم روحك أنت؟ هذه خالدة، تتنقل بين جسد وجسد، كانت في جسد الرقيق، فيرحم أمك ثم انتقلت في جسد قوي في حياتك، ثم استقرت في مكان لا يعلمه إلا الله عز وجل. 

عندما سينهش الدود جسدك غدا، ثم ستعود هي نفسها يوم تنبت أنت من جديد، الذي أحياك أول مرة، قادر أن يعيد مرة أخرى.  

الله عز وجل خلقك وخلقك لعبادته، فمهما مرت بك من الآلام، لا تيأس أحسن ظنك بالله عز وجل، أحسن ظنك لتعرف نعيم البشر وترى حكم البشر، وظلم البشر الله عز وجل خلقك لتعلم أنت أن الأمل الوحيد لك هو عند الله عز وجل، والله لن تخذل أبدا عند الله عز وجل،  

ولذلك ماذا قال بعدها؟ قال ﴿كُلًّا﴾، يعني هذا اللي يبغى الدنيا، وهذا اللي يبغى الآخرة،  ﴿كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ﴾ نمدهم من ماذا؟، ﴿كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾. 

 ثم قال لك ﴿ ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا ﴾  

 يعني أكيد لا بد أن يكون هناك أغنياء وضعفاء وأقوياء وضعفاء وهكذا، لكن للآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا.  

وماذا يقول أيضا؟ ربك يقول ﴿۞ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ الله خبير بحالي وحالك . 

ولذلك لا تظن أنك كل ما تقول له يا رب أعطني أنه مصلحتك، لا ربي يعطيك الذي يعرف أنه لمصلحتك فلذلك أرضى بالله عزوجل.  

 الله ماذا؟ يقول ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ﴾ أنت اللي تقسم الرحمات بين الناس، أنت اللي تقسم الأرزاق بين الناس، أنت، لا.   

الله يقول ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾   

حنا اللي خلينا هذا غني، وهذا فقير، وهذا قوي، وهذا ضعيف، وهذا صحيح، وهذا مريض، وهذا مسجون، وهذا غير مسجون.  

 الله قسم المعيشة بين العباد؟ لماذا؟ قال وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات؟ طيب ليش يا ربي؟ ليش خليت كذا؟ كذا؟  

قال ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ﴾ ثم ماذا قال في خاتمة الآية قال ﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون﴾ .  

لا بد اذن أن تؤمن.  

عمار الفارسي حول العالم
بواسطة : عمار الفارسي حول العالم