يارب فرج همي |
كلام من القلب إلى القلب فجمال الكلام وصدقه إن نطق به القلب قبل اللسان.
فحينما تشعر بضيق والهم والغم تسأل نفسك دائم إلى إين تذهب؟
حينما تسود عليك الدنيا وتظلم وتقفل الأبواب بوجهك وتتكالب عليك الهموم والغموم تسأل نفسك إلى إين تذهب؟
ومع كل هذي الضغوطات في ناس تذهب الى البحر لتنسى، وناس تسافر لترتاح، وناس تبقى في حيرتها لا تحرك ساكن.
ولا تعلم أن هناك رب عظيم يعلم بهمك وحزنك قبل ان يقع بقلبك، وقبل أن تشكو يعلم الله الشكوى، وقبل أن تسعفك الكلمات يعلم الله ما هي الكلمات، وقبل أن تنزل تلك الدموع الحارة من شدة الهم والغم يعلم الله عز وجل عدد تلك القطرات.
أنت تتعامل مع ربي كريم الله عز وجل يقود لك الأسباب ويقود لك العظماء وأنت لا تعلم ولا تدري.
أن الله عز وجل يسخر لك أحدا ينصرك أو يعلمك أو يؤدبك أو يزيل همك وأنت لا تعلم.
دخل النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم المسجد فرأى رجلا من الأنصار جالسا يقال له أبو أمامة قال عليه الصلاة والسلام مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة.
هنا سؤال يفرض نفسه من الذي قاد خطوات النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد بغير وقت الصلاة؟؟
أقسم بالله تكاد الدموع أن تنهمر إنه قدر الله ليخفف عن أبي أمامة ويعلمه الله أكبر.
أرأيت الله عز وجل رأى وجع قلب أبي أمامة فسخر له محمد صلى الله عليه وسلم ليعلمه انظر كم هو عزيز قلب أبي أمامة عند رب العباد عز وجل.
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو أمامة يا رسول الله هموم لزمتني وديون يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمك كلامًا إذا أنت قلتله أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك
قال قلت بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم أنى أعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبه الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عنى ديني.
أتعلم يا رعاك الله ما هو القلب الموجوع هو أقوى خطيب على وجه الأرض يقف على منبر الشكوى يشكو لله فينقذه
الله عزوجل، فمن كان مع الله وكان يلجأ لله فلا يضره ضجيج العالم.
لماذا لا نوجه هذا القلب إلى الله ونعلم أن الله يسمعنا ويسمع أنين قلوبنا لكن لابد أن تعلم أن تأخر علاج الهم والغم فهذا يعني أن الله يحب أن يسمع صوتك.
فيا صاحب القلب الموجوع ما عليك سوى خطوة واحدة فقط بإن تلجاء إلى الله وتتوكل عليه (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
وثق بالله وتأكد بان الله يداوي هذا القلب ويسخر لك لأسباب والعلاج فعش مطمئنا صاف البال مرتاحاً.
وبالله التوفيق.